Top Storyمنوعات

معلومة بـ مليون جنيه.. (التثاؤب) ليس مُجرد نعاس أو كسل.. إنما؟

لطالما ارتبط التثاؤب في أذهاننا بالنعاس، أو الملل، أو حتى قلة الأدب في بعض المواقف الاجتماعية، فبمجرد أن يفتح أحدهم فمه بعمق، يتبادر إلى الذهن فوراً أنه “كسول” أو “لم ينل قسطاً كافياً من النوم”، لكن العلم الحديث يمتلك وجهة نظر مختلفة تماماً؛ فالتثاؤب ليس مجرد رغبة في النوم، بل هو عملية حيوية معقدة يؤديها الدماغ والجسم لغايات مدهشة.

إليك السر العلمي وراء هذه الحركة العفوية التي نقوم بها جميعاً:

1. التثاؤب “مبرد” طبيعي للدماغ

أحدث النظريات العلمية تشير إلى أن التثاؤب يعمل كمكيف هواء طبيعي للدماغ. عندما نتثاءب، نقوم باستنشاق كمية كبيرة من الهواء البارد نسبياً، مما يساعد في خفض درجة حرارة الدم المتجه إلى الدماغ.

  • لماذا نحتاج ذلك؟ الدماغ “الساخن” يعمل بكفاءة أقل؛ لذا فإن التثاؤب هو وسيلة الجسم لضمان بقاء العقل في حالة تأهب وحرارة مثالية.

2. إعادة ضبط الضغط

هل لاحظت أنك تتثاءب بكثرة أثناء صعود الجبال أو في الطائرة؟ التثاؤب يساعد في موازنة الضغط على جانبي طبلة الأذن. هذه الحركة تفتح “قناة استاكيوس”، مما يسمح للهواء بالمرور وتخفيف الشعور المزعج بانسداد الأذنين.

3. التمدد العضلي لليقظة

التثاؤب ليس مجرد فتح للفم، بل هو عملية تمدد تشمل عضلات الوجه والرقبة والصدر. هذا التمدد يزيد من تدفق الدم في منطقة الرأس والرقبة، مما يعطي دفعة من النشاط تساعدك على “إعادة التشغيل” عندما يبدأ تركيزك في الانخفاض.

لغز التثاؤب “المعدي”

من أغرب ظواهر التثاؤب هو كونه معدياً. بمجرد أن ترى شخصاً يتثاءب، أو حتى تقرأ عنه الآن، قد تجد نفسك تفعل الشيء نفسه. يربط العلماء هذا الأمر بـ “الخلايا العصبية المرآتية” في الدماغ، وهي المسؤولة عن المحاكاة والتعاطف.

  • حقيقة مذهلة: التثاؤب المعدي يظهر بشكل أقوى بين الأصدقاء وأفراد العائلة مقارنة بالغرباء، مما يعزز فرضية أنه وسيلة اجتماعية للتواصل “اللاوعي” وإظهار التعاطف.

هل تعلم؟ الجنين في رحم أمه يتثاءب أيضاً! وهذا يؤكد أن التثاؤب وظيفة فسيولوجية أساسية لتطور الجهاز العصبي، ولا علاقة لها بالملل الناتج عن ضغوط الحياة اليومية.


متى يصبح التثاؤب مقلقاً؟

رغم أنه أمر طبيعي، إلا أن التثاؤب “المفرط” (أكثر من اللازم بشكل ملحوظ دون سبب واضح) قد يكون أحياناً إشارة من الجسم لبعض الحالات الصحية، مثل:

  1. الاضطرابات الحادة في النوم (مثل انقطاع النفس التنفسي).

  2. الآثار الجانبية لبعض الأدوية.

  3. في حالات نادرة جداً، قد يشير لمشاكل في القلب أو الجهاز العصبي.

في المرة القادمة التي تتثاءب فيها، لا تشعر بالخجل أو تظن أنك تفتقر للنشاط. إن دماغك ببساطة يقوم بـ “صيانة دورية” لنفسه، محاولاً تبريد حرارته وإبقاءك في حالة تركيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى