تواجه فرنسا أزمة تقنية حادة أدت إلى تعطل واسع في خدمات البريد والقطاع المصرفي، وسط شبهات قوية حول تعرض البلاد لهجوم إلكتروني منظم.
وكشفت تلك التفاصيل وكالات أنباء عالمية، حيث تأتي هذه الأزمة في توقيت حرج يتزامن مع ذروة التسوق وموسم أعياد الميلاد، مما ضاعف من حالة الإرباك الشعبي.
فرنسا: توقف الخدمات البريدية وهدايا العيد في “الانتظار”
أكدت هيئة البريد الوطنية الفرنسية تعرض أنظمتها لهجوم من نوع “إغراق الأنظمة” (DDoS)، وهو ما تسبب في خروج المنصات الرقمية عن الخدمة. ورغم طمأنة الهيئة لعملائها بعدم اختراق بياناتهم الشخصية، إلا أن الواقع الميداني كان مغايراً؛ حيث توقفت عمليات تسليم واستلام الطرود تماماً، مما تسبب في استياء واسع بين المواطنين الذين عجزوا عن إرسال أو استقبال هدايا الأعياد.
شلل مصرفي في فرنسا وتدابير طوارئ
لم تتوقف الأزمة عند البريد بـ فرنسا، بل امتدت لتطال “بنك البريد”، حيث تعطلت التطبيقات المصرفية وتوقفت المدفوعات الإلكترونية. وفي محاولة لاحتواء الموقف، لجأت إدارة البنك إلى حلول بديلة ومؤقتة، مثل تفعيل الموافقات عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS) بدلاً من التطبيقات الذكية، مؤكدة استنفار فرقها الفنية لإعادة الخدمة.
سياق أمني مقلق ومخاوف من “حرب هجينة”
تأتي هذه الهجمات في ظل أجواء أمنية مشحونة، حيث يلف الغموض هوية الجهة المنفذة. وتزيد هذه الواقعة من مخاوف السلطات الفرنسية لعدة أسباب:
-
سلسلة اختراقات: يتبع هذا الهجوم اختراقاً سابقاً لوزارة الداخلية الفرنسية أدى لتسريب ملفات أمنية وسجلات شرطية حساسة.
-
التهديدات الدولية: التحقيقات الجارية في محاولات السيطرة على أنظمة “عبّارات ركاب دولية” لصالح جهات أجنبية تزيد من فرضية الاستهداف الخارجي.
-
التوترات الجيوسياسية: تربط باريس وعواصم أوروبية أخرى بين هذه الهجمات وبين تصاعد التوترات الدولية المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، محذرين من “حرب إلكترونية غير معلنة” تستهدف البنية التحتية المدنية لزعزعة الاستقرار.










