لطالما ارتبطت “رفة العين” في الموروث الشعبي باقتراب الأخبار السيئة أو وقوع الكوارث، لكن العلم يمتلك تفسيراً مختلفاً تماماً، بعيداً عن الأساطير، تُعرف هذه الظاهرة طبياً بـ “ارتعاش العضلات الموجي”، وهي تقلصات لا إرادية تصيب عضلات الجفن.
ماذا يحدث لعينك تحديداً؟
هي نبضات أو تشنجات متكررة، تتركز غالباً في الجفن العلوي، وتستمر لثوانٍ أو دقائق. ورغم أنها قد تكون مزعجة أو تشعرك بـ “خفقان” في الجفن، إلا أنها في الغالب غير مؤلمة وتختفي تلقائياً.
لماذا ترتجف عينك؟ (الأسباب الحقيقية)
بدلاً من البحث عن “تفسير غيبي”، ابحث في نمط حياتك؛ فالعين ترسل لك رسائل تحذيرية عبر هذه الرفة:
-
الإجهاد البدني ونقص النوم: عندما يفتقر جسمك للراحة، يتأثر الجهاز العصبي، مما يؤدي لانقباضات عضلية عفوية.
-
التوتر النفسي: الضغوط العصبية تضع أعصابك في حالة استنفار، وتظهر نتائجها على شكل رفات في الجفن.
-
-
فخ الكافيين: الإفراط في القهوة، الشاي، ومشروبات الطاقة يحفز الجهاز العصبي بشكل زائد، مما يسبب تشنج العضلات.
-
الإجهاد الرقمي: قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف والحواسيب يرهق عضلات العين، كما أن “الضوء الأزرق” يفسد دورة نومك، مما يضاعف المشكلة.
العلم يواجه الخرافة: هل تتنبأ العين بالمستقبل؟
يؤكد الخبراء في موقعي Surya Eye وAll About Vision أنه لا يوجد أي دليل علمي يربط بين حركة الجفن والأحداث القادمة (سواء كانت سلبية أو إيجابية). الارتباط الوحيد هو بين حالتك الصحية ونمط يومك؛ فالرفة هي مجرد “تشنج عضلي” ناتج عن التعب أو التوتر.
متى تصبح رفة العين مؤشراً خطيراً؟
رغم أنها بسيطة في معظم الحالات، إلا أن هناك “خطوطاً حمراء” تستوجب استشارة الطبيب:
-
الاستمرارية: إذا استمر الارتعاش لأكثر من أسبوع دون توقف.
-
اضطراب الرؤية: إذا شعرت بزغللة، رؤية مزدوجة، أو فقدان للتركيز البصري.
-
تغيرات شكلية: إذا لاحظت تأثر العضلات المحيطة بالعين أو صعوبة في فتح الجفن.
في المرة القادمة التي ترتجف فيها عينك، لا تقلق بشأن “الأخبار”، بل خذ قسطاً من الراحة، قلل قهوتك، وأغلق هاتفك قليلاً.
