الحكم على ديك بالإعدام بعد فشل محاميه في اثبات براءته.. ومعاقبة قرد بتهمة الخيانة العظمى!! (قصة حقيقية)

![]() |
اغرب محاكمات في التاريخ |
في تاريخ العدالة الغريب، لا يمكننا تجاهل ما حدث في مدينة بازل السويسرية منذ قرون. قصتان منفصلتان، لكن بنفس القدر من الغرابة، ترويان كيف انتهى الأمر بـ قرد بتهمة الخيانة العظمى وديك أُعدم حرقًا لأنه… باض بيضة!
القرد العميل: جاسوس في هيئة بريئة
في أحد أيام القرن الخامس عشر وتحديدا في عام 1474، تجمهر سكان مدينة بازل السويسرية حول قرد صغير يرتدي قبعة مريبة ويتنقل بين نوافذ المنازل والتجار، هذا القرد لم يكن عاديًا، فقد شوهد وهو “يُسجّل ملاحظات” على أوراق مسروقة ويلقي نظرات فاحصة على مواقع حساسة.
وعلى الفور، تدخلت السلطات، واعتقلت القرد بتهمة التجسس لصالح فرنسا، ولأن العدالة في بازل كانت آنذاك شاملة (وإن كانت غريبة)، تم تعيين محامٍ رسمي للدفاع عنه، حاول المحامي أن يقنع المحكمة بأن موكله لا يجيد الفرنسية ولا حتى “اللغة القردية”، بل إنه بالكاد يميز بين الموز والبرتقال، لكن دون جدوى.
صدر الحكم: الخيانة العظمى والسجن المؤبد في قفص مذهب، مع تقليص عدد الموز اليومي عقابًا له.
الديك الشيطان: بَيضةٌ قلبت حياته
أما القضية الثانية فبطلتها ديك… أو هكذا كنا نظن!
في أحد صباحات بازل الريفية، اكتشف أحد الفلاحين أن ديكه قد باض بيضة، نعم، ديك ذكر، وبينما اليوم قد تفسر البيضة طبيًا أو جينيًا، آنذاك لم يكن هناك سوى تفسير واحد:
“الديك ليس إلا شيطانًا تنكر في ريش ديك”.
وعلى هذا الأساس، تم إلقاء القبض عليه وتوجيه تهمة الشعوذة والتواطؤ مع قوى الظلام، ومرة أخرى، لم تنسَ المحكمة السويسرية واجبها الحقوقي، فتم تعيين محامٍ متخصص في القضايا الحيوانية للدفاع عن الديك.
الجدل احتدم، الأسقف صرخ، والفلاح أقسم أن البيضة لم تكن موجودة بالأمس، ومع ذلك، صدر الحكم النهائي:
الإعدام حرقًا للديك، بعد أن ثبت عليه السحر والبيضة الزائفة، بعدما حاول الدفاع الذي تم تعيينه لجلب البراءة إلى موكله الديك، إلا ان المحامي قد فشل في إثبات براءته واكتفى الديك بالنقنقة داخل القفص.
وقد نُفذ الحكم في ساحة عامة، بينما حضر بعض المواطنين لأخذ صور تذكارية بالرسم على الجدران (سيلفي القرون الوسطى).
بين العدالة والسخرية
قد يبدو ما سبق خياليًا، لكنه موثق في كتب التاريخ الأوروبي، وهو انعكاس لمرحلة كان فيها الخوف من المجهول يدفع الناس لمحاكمات عبثية، لم يسلم منها حتى الحيوانات.
أما اليوم، فنقرأ هذه القصص لنضحك، ونتساءل:
ماذا كان سيحدث لو امتلك ذلك القرد حسابًا على تويتر؟ وهل كان الديك سيطلب اللجوء في فرنسا بدلًا من الحرق؟.
اكتشاف المزيد من فيوتشر بي سي نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.