
تصدر عنوان تسونامي البحر المتوسط الأكثر بحثًا، على موقع البحث العالمي جوجل، وذلك في الساعات الماضية، في أعقاب حدوث زلزال في عمق المتوسط، وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عدد من المنشورات المتعلقة بهذا الشأن، لترد البحوث الفلكية في رسالة تطمئن بها المواطنين، انه لا خطر من تسونامي في المتوسط بعد حدوث الزلزال الأخير.
وبحسب التقارير قال الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات إعلامية مؤخرًا إن ما جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول وقوع موجات مد بحرية ضخمة (تسونامي) في البحر المتوسط، يفتقر إلى الدقة ولا يستند إلى أي حقائق علمية. وأوضح الدكتور رابح أن احتمال حدوث تسونامي في البحر المتوسط يرتبط بهزات أرضية شديدة القوة، أي بأن يسجل الزلزال أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر، وهو أمر لم يتم رصده أو تسجيله في المنطقة خلال الفترة الحالية.

وتابعت التقارير في الرد على ما ورد بشأن تسونامي البحر المتوسط، أشار رئيس المعهد إلى أن البحر المتوسط يشهد حالة من الاستقرار النسبي فيما يتعلق بالنشاط الزلزالي، ولم تسجل أجهزة الرصد أي حركة أرضية غير اعتيادية يمكن أن تثير القلق أو تنذر بخطر أمواج مد زلزالية مدمرة. وأكد أن مثل هذه الكوارث الطبيعية الكبيرة تتطلب عوامل جيولوجية شديدة لا تتوافر حاليًا في حوض البحر المتوسط، داعيًا إلى التزام الحذر وعدم الانسياق خلف الأخبار غير الموثوقة أو مقاطع الفيديو المنتشرة التي تثير الذعر بين المواطنين دون سند علمي.
تسونامي البحر المتوسط
وخلال مداخلة هاتفية عبر برنامج «كلام الناس» على قناة «MBC مصر»، أوضح الدكتور رابح أن ما شهدته بعض المناطق على سواحل البحر المتوسط مؤخرًا من تغييرات في حركة المياه أو ارتفاع في درجات الحرارة، لا علاقة له بأي نشاط زلزالي. وأرجع هذه الظواهر إلى التغيرات المناخية، مثل سكون الرياح الذي أدى بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة الطبقات السطحية لمياه البحر في مناطق محدودة، ما تسبب في سرعة تحرك الأمواج وازدياد درجة حرارة المناطق الساحلية. وشدد على أن هذه الظواهر تختلف تمامًا عن موجات التسونامي المدمرة التي تحدث نتيجة زلازل قوية.

وردًا على ما تداولته بعض الصفحات بشان تسونامي البحر المتوسط طالب الدكتور رابح المواطنين بضرورة تحري الدقة قبل تداول مثل هذه الأخبار أو الفيديوهات التي تتعلق بالكوارث البيئية أو الظواهر الجيولوجية والفلكية، ناصحًا بعدم الاعتماد على مصادر غير رسمية أو السير وراء الشائعات، لما في ذلك من خطر في إثارة القلق دون وجود معلومات حقيقية. وأكد أن الجهات العلمية المختصة في مصر تعمل على مدار الساعة وتستخدم أحدث التقنيات العلمية لمراقبة ورصد أي تغييرات أو نشاطات غير معتادة سواء في الأرض أو في الجو أو البحر. وأشار إلى أن هذه الجهات ملتزمة بإبلاغ الرأي العام فورًا عبر البيانات الرسمية الصادرة عنها في حال وجود أي طارئ أو مخاطر محتملة، حفاظًا على السلامة العامة.
وفي نهاية الحديث شدد الدكتور رابح على أهمية تلقي المعلومات حول الكوارث الطبيعية من الجهات الرسمية والابتعاد عن التفسيرات الخاطئة والمحتوى غير الموثوق المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. وحذر من مخاطر الانسياق وراء حملات التهويل وخلق البلبلة، موضحًا أن مصر لديها مؤسسات علمية وطنية على أعلى مستوى، تراقب الوضع باستمرار وتملك القدرة على رصد أي تغييرات والتعامل معها في الوقت المناسب بكل شفافية ووضوح، منعًا لانتشار الشائعات وضمانًا لسلامة وأمان المواطنين.